« وأخذَ الرّبُّ الإلهُ آدمَ وأسكنَهُ في جنَّةِ عَدْنٍ لِيَفلَحَها ويَحرُسَها » (تكوين 2: 15)
إطلاق برنامج شهادة « كنيسة بيئية » – في لبنان والشرق الأوسط
« كنيسة بيئية » هي حركة عالمية عابرة للطوائف المسيحية تشجّع الكنائس على إعطاء الأولوية للإدارة البيئية والاستدامة في جماعاتها. بعد المملكة المتحدة ونيوزيلندا وسويسرا وفرنسا، سيصل البرنامج في عام 2025 إلى لبنان والشرق الأوسط ليغطي بذلك أكبر منطقة في العالم. ينفّذ البرنامج مجلس كنائس الشرق الأوسط بالشراكة مع وأروشا لبنان، ودعم كلّ من دانميشن، المنظمة التبشيرية اللوثرية في الدنمارك، وأروشا الدولية.
إنّ فوائد الكنيسة البيئية متعدّدة الأوجه وبعيدة المدى، ولا تؤثر فقط على مجتمع الكنيسة ولكن أيضًا على المجتمع الأوسع والبيئة.
يقدّم برنامج شهادة « كنيسة بيئية » إطارًا شاملا للكنائس لتقييم وتحسين تأثيرها البيئي. من خلال المشاركة في البرنامج، يمكن للكنائس إثبات التزامها برعاية خليقة الله والحصول على العديد من الفوائد.
- الحدّ من التأثير البيئي
- الحد من البصمة الكربونية: من خلال تبنّي الممارسات الصديقة للبيئة، تساهم الكنائس بشكل كبير في خفض انبعاثات الكربون، مما يساهم في كوكب صحيّ أكثر، وجعل الطاقة أكثر فعالية من خلال تقليل استهلاكها والحدّ بالتالي من انبعاثات الكربون.
- الحفاظ على الموارد: يشجّع برنامج « كنيسة بيئية » الاستخدام الفعّال للمياه والطاقة والموارد الأخرى، مما يؤدي إلى توفير التكاليف وحماية البيئة.
- تعزيز التنوّع البيولوجي: من خلال إنشاء مساحات خضراء وموائل صديقة للحياة البرّية، يمكن للكنائس دعم التنوّع البيولوجي المحلي وتعزيز جمال محيطها.
- الحدّ من النفايات: يمكن أن يؤدّي تنفيذ برامج إعادة التدوير والحدّ من النفايات إلى تقليل التأثير البيئي للكنيسة وإلهام جماعات المؤمنين لتبني عادات مستدامة.
- توفير التكاليف: من خلال تقليل استهلاك الطاقة والنفايات، يمكن للكنائس خفض قيمة فواتير الطاقة ورسوم جمع النفايات، عبر الممارسات الصديقة للبيئة في أعمال الكنيسة وإدارة مرافقها.
- تحسين صيانة المباني: يمكن للصيانة المنتظمة واعتماد المواد والأساليب الموفّرة للطاقة أن تطيل عمر مباني الكنيسة.
- تحسين الرفاهية: قضاء الوقت في الطبيعة والمشاركة في الأنشطة الصديقة للبيئة يمكن أن يحسّن الحالة النفسية والصحة البدنية لأفراد الجماعة.
- الشراكات المجتمعية: التعاون مع المنظمات المحلية في المشاريع البيئية يمكن أن يعزّز الروابط المجتمعية ويخلق تأثيرًا متينًا.
- المشاركة المجتمعية والتواصل
- يعزّز برنامج « كنيسة بيئية » الحسّ الجماعي ويشجّع على المشاركة الفعالة في المبادرات البيئية.
- يلقي الضوء على مسألة رعاية البيئة ويجذب إلى الكنيسة المؤمنين المهتمين بالمبادرات الصديقة للبيئة.
- يدفع إلى التعاون مع المجتمعات المحلية من أجل المشاريع البيئية.
- يوفّر فرصة للنقاش بين الأجيال المختلفة والحوار بين الأديان حول القضايا البيئية.
- التعلّم والنمو الروحي
- الارتباط الروحي بالخليقة: ينمي برنامج « كنيسة بيئية » فهمًا أعمق لخليقة الله ولمسؤوليتنا عن رعايتها.
- الفرص التعليمية: دمج التعليم البيئي في برامج الكنيسة يرفع مستوى الوعي بشأن تغير المناخ والمعيشة المستدامة.
- يُدخل البرنامج موضوع الهواجسَ البيئية ضمن رتب العبادة وحلقات التعليم.
- يوفّر فرصًا للصلاة من أجل الخليقة والتأمل فيها والعمل في القضايا المتعلّقة بها.
- يطوّر الممارسات والعادات الروحية التي تعزّز العناية بالخليقة.
- ينمّي الحسّ الجماعي والقيم المشتركة بين المؤمنين.
- تنمية القيادة وبناء القدرات
- تلهم شهادة « كنيسة بيئية » الكنائس والمنظمات الأخرى لتبني ممارسات مستدامة، مما يجعل التأثير الإيجابي ينتشر ويتوسّع.
- تعمّق التعاون والشراكات مع الكنائس والمنظمات الأخرى في المجال البيئي.
- تشجّع على الابتكار والإبداع في المبادرات البيئية.
- تنمّي المهارات والمعلومات لتنفيذ الممارسات الصديقة للبيئة.
- تؤمّن لرؤساء الكنائس وأعضائها الموارد بشأن البيئية والاستدامة والتدريب على هذه القضايا.
- الاعتراف والاعتماد
- بتحوّلها إلى كنيسة صديقة للبيئة، تعزّز الكنيسة سمعتها كجماعة مهتمة ومسؤولة.
- هناك خمسة مستويات لشهادة الاعتراف بإنجازات الكنيسة البيئية، مما يشجّع على التقدّم.
- تتوفّر الموارد بأربع لغات، العربية والأرمنية والإنكليزية والفرنسية في سبيل انتشار أوسع لها.
- يتمّ إدراج المشاركين في البرنامج في قاعدة بيانات آ روشا لبنان محليا، وعلى خريطة الكنائس الصديقة للبيئة عالميا.
- التغطية الإعلامية تظهر جهود الكنيسة الصديقة للبيئة مما يؤدّي إلى اعتراف الرأي العام بها.
- تعزّز الكنائس الصديقة للبيئة سمعتها الحسنة ومصداقيتها داخل الطائفة وعلى مستوى المجتمع الأوسع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاركة في برنامج « كنيسة بيئية » يمكن أن تتوافق مع المبادرات البيئية على صعيد الأبرشية والبلد.
وفي الختام، من خلال تبني برنامج « كنيسة بيئية »، يمكن للكنائس أن تلعب دورًا حاسمًا في معالجة تغير المناخ وتعزيز المعيشة المستدامة. إنها فرصة لإظهار القيم المسيحية في العمل وإلهام الآخرين للانضمام إلى الحركة من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا.